رد غامض لقيادي حراكي عينه هادي وكيلا لمحافظة عدن يبقي القبول والاعتذار معلقا
11 يناير، 2016
1٬240 27 دقائق
يمنات – صنعاء
تناقلت مواقع اخبارية توضيح مطول من القيادي في الحراك الجنوبي، علي هيثم الغريب، بعد تعيينه وكيلا لمحافظة عدن، من قبل الرئيس هادي.
و أبرز ما جاء في التوضيح قوله: “كنت اعتبر المسئولية جزء من نضالي كما كانت في سنوات الحراك وان ثقة الرئيس هادي بالحراك الجنوبي كبيرة ولكني لست من النوع الذي يوضع في منصب صغر او كبر دون أخذ رأيه”.
و هذه العبارة تكشف أن الغريب عين في المنصب المذكور، دون أخذ رأيه. غير أنه لم يرد في التوضيح اعتذاره عن المنصب.
و في التوضيح، بدأ الغريب ممتدحا “هادي” و نائبه “بحاح”. لكنه بدأ أيضا مستاء من التعيينات الأخيرة، و عمليات الاغتيال التي يتعرض لها قادة الحراك و المقامة الجنوبية.
و جاء توضيح الغريب، بعد ساعات من تعيينه وكيلا لمحافظة عدن، و نشر تنظيم داعش صورا توثق اغتيال التنظيم للعقيد علي صالح اليافعي في مديرية المنصورة بعدن.
و يرى البعض ان توضيح الغريب، فيه خط رجعة، حيث بدأ واضحا عدم اقتناعه بالتعيين، لكنه لم يشر بتاتا إلى اعتذاره عن تولي المنصب.
و اعتبروا أن الفقرة التي ورد فيها: “ولكني لست من النوع الذي يوضع في منصب صغر او كبر دون أخذ رأيه” يعد اعتذارا عن تولي المنصب، لكن ورود فقرة أخرى في نهاية التوضيح، ابقت الاعتذار و القبول معلقا، حيث قال في تلك الفقرة: “الآن وقد وقفتم على شيء يسير من ما رأيناه ، فهل كنتم ترون ان نسير ونوافق على التعيين وأن نفقد كل شعور بالمسئولية؟!!”.
نص التوضيح
الى الاصدقاء الاعزاء ، رفاق المسيرة التحررية الجنوبية أتقدم اليكم بوافر الشكر على ما أوليتموني من صدق تضامنكم وعطفكم بتفضلكم بطرح رايكم الذي ادمع قلبي من شدة وقع كلماتكم الصادقة والاصيلة عليه .. وتحية وسلاماً لاخوتي الذين بدأت معهم الخطوات الاولى على درب الحرية سواء كانوا في الداخل او الخارج … فقد تشرفت بمواقفهم النبيلة لان ايام الجمر التي جمعتنا صنعت هذه اللحمة الوطنية الجنوبية …
كما احيي فخامة الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه رئيس الحكومة الاستاذ خالد بحاح والاخ محافظ محافظة عدن على هذه الثقة التي زرعتوها في قلب كل مناضل في الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية وفي قلب كل مواطن جنوبي … وكم تمنيت ان اخدم شعبي الجنوبي الذي ضحيت من اجله سنوات طويله وان اوفر له الخبز والدواء والامان وسأظل مناضلاً بين صفوفه الى ان يقضي الله أمراً كان مفعولا .. وأنتم تعلمون ان المناصب للاحرار هي خدمة ومسئولية وتضحية وليست ترف وجاه ومال .. وما زلت اعتبرها في الوقت الراهن جزء من نضالي التحرري .. لكن أن تأتي الوظيفة كعقاب وأهانة انا ارفضها كما رفضت الإقصاء والتهميش … لهذا فإنني قبلت النضال من اجل بناء ملامح دولة الجنوب تحت رعاية الاخ الرئيس وسأقبل الوظيفة إن كان فيها إنصاف وليس انتقام … ونحن والحمد لله ايدينا متشابكة من اجل خدمة هذا الوطن الجريح .. الوطن الذي يعيش فيه ثلاثة مليون شاب وشابه بدون علم ولا وظيفة ولا مستقبل واضح.
نعم ايها الاخ الرئيس ونائبه ومحافظ عدن نحن في محنة يجب ان يعرف الناس طرا اسبابها ، كما يجب ان يسعى كل مسئول عن خير هذا الوطن وشرفه في إزالتها بما أوتي من حول وقوة.
فعندما وطئت قدمي محكمة امن الدولة في صيرة في 28 مايو 1998م والاستاذ الشهيد هشام باشراحيل في اول محاكمة سياسية في الجنوب مرفوعة من قبل المدعو سعيد العاقل اليمني رئيس نيابة الاستئناف في عدن ، وعندما قابلنا الطاغية صالح بعد المحاكمة مباشرة كان همنا وطن تكالبت عليه الخوارج من كل حدب وصوب .. وليس تلك العروض التي عرضها الطاغية علينا.. واليوم نحن نشعر باننا على الطريق السليم خاصة وان الرئيس هادي تحمل الصعاب كما تحملها اهله وشعبه في الجنوب ، بل وصنع واقع جديد في اليمن وفي الجنوب العربي قد لا نلتمس ذلك الآن ولكن التاريخ سيكتب ذلك باحرف من ذهب.
اخواني الاعزاء …
أن واجب الجنوبيين كافة الا ينسوا حق شعبهم عليهم والا يهنوا بالنضال لاستقلال وطنهم وأن يعلموا ان الشعب الذي يحرم استقلاله إنما يسلب حق البقاء في هذا الوجود.
فقد سعينا إلى الاستقلال سعياً ، ولا تظنوا أن واحداً منا دفع شعبنا العظيم ألى المطالبه بوطنه وعزته وشموخه ، وإنما والحوادث شاهدة على أن الشعب هو الذي دفعنا إلى ان نكون لسانه الناطق ورجاله الصادقين ، فجاهد وجاهدنا نصبو جميعاً إلى ما تصبوا إليه الشعوب التي تقدر قيمة الاوطان والشرف والكرامة.
واليوم ان من واجب كل من طهر قلبه وصدقت وطنيته أن يضع يده بيد كل مناضل جنوبي من الرئيس هادي ونائبه بحاح والمحافظ الزبيدي والسلطات المحلية النظيفة في الجنوب ، وأن نهيىء للمرحلة الانتقالية الراهنة رجالاً من ذوي الكفاءة والنزاهة وأن نضعهم في اماكنهم الرفيعة تقديراً لادوارهم النضاليه وليس تشويهاً لها … رجالاً سمت سمعتهم النضالية وأبيض نضالهم وجوههم النيرة حتى يكونوا عدة الشعب الجنوبي في شدائده ومحنه المنتظرة ان استمر مسلسل تغييب الشرفاء حتى لا يكونوا ذخر هذا الشعب الجنوبي العربي الأبي وفخره في أعقد مرحلة من مراحل حياته .. فالمناضلون حيثما كانوا هم الذين يمهدون للحراك الجنوبي المقاوم سبل الوصول إلى الاستقلال الصحيح ، ويظهروا السلطة الجنوبية في مظهرها اللائق به ويقيموا الحجة أمام العالم أجمع على أن الشعب الجنوبي أسمى مما يسمونه “سياسييه لا يتفقوا” وأكبر من أن تقف نضالاته عن مطالبه الأسمى اللائقة به كشعب أصيل عاصر عشرة قرون من عمر البشرية.
وهنا نناشد فخامة الاخ الرئيس أن تولي ذوي الكفاية والكفاءة والفضل وأن تكلفهم بخدمة وطنهم بعد ان ضحوا من اجله .. وأن نعرف أن خذلان ذوي الرأي الوطني في قيادة بلادهم هو خذلان للجنوب نفسه.
هكذا نفهم خدمة الوطن وهكذا ضحينا من اجله.
كنا نود أن يفهم الكل أن خدمة الجنوب في ظروفنا الحاضرة فوق كل اعتبار حزبي وان لا تخضع للصداقات والصدقات وفوق كل مطلب شخصي ولكنا والأسى يملاء قلوبنا نرى أمام أعينا جماعة منا قد دفعها ” موضة التعيينات” وحب الظفر بالمناصب الهامة إلى تعيينات غير مشروعة بل إلى حرب عوان قد أستخدمت فيها أسلحة لا يزاولها رجل سلطة شريف أمام رجل مناضل شريف.
نعم يملك الأسى قلب كل مواطن جنوبي(احدهم اتصل بي وبكا وقال: ماذا جرى لارضنا يا اخ علي) لأني أعلم وكلكم يعلم أن لا رجاء لسلطة تقوم القيادة فيها على إيذاء المناضلين في مكانتهم وسمعتهم وعلى إفساد الضمائر بإهمال او اهانة او ازدراء او احتيال.
نحن صبرنا ايضاً على هذا الأذى لاننا نعرف أن فخامة الاخ الرئيس لا ذنب له .. وقلنا لعل هؤلاء يؤوبون إلى الحق .. والآن نقول لهم انه لا رجاء للسلطة بغير الاخلاص للشرفاء والترفع عن قتل القوى الحيوية في الجنوب بسلاح الطاغية صالح ، السلاح الذي تأباه الاخلاق والذمة والكرامة. وصبرنا احتراماً للاخ الرئيس هادي الذي ما زال يضع خطواته الاولى في عدن ولحج ، وإنباتاً لمن يقدر للرجال ونضالاتهم الشريفة قيمتها .. أن في الجنوب رجالاً ( اشكر تضامن ابناء ابين وشبوة وحضرموت وكافة محافظات الجنوب معي) يعرفون كيف يصونون دماء الشهداء ويحرصون على بقية المناضلين. ففي صيانة دماء الشهداء والجرحى وانين الاسرى وصبر المناضلين صيانة لسمعة الحراك الجنوبي السلمي والمقاوم .. وسنظل نسلك في نضالنا مسلك الشرف والصبر والتضحية.
نناشد الاخ الرئيس وهو الرجل الذي نكن له كل الود والاحترام ان لا يشاطر الفاسدون وزر آثامهم. فهناك من يريد اشعال ناراً وقودها مناضلون شرفاء هم أقرب اليك ايها الاخ الرئيس.
فهم يضعون اسماء على كراسي السلطة منحصرة حزبياً او مناطقياً حتى يتمكنوا من تحقيق رغباتهم في تسيير الجنوب بدون رقيب عليهم ولا حسيب… وأيقنا أن جهودهم موجهة كلها من الماضي الذي أتوا منه ، ويسعون إلى هدم مواطني الجنوب وضربهم في شرفهم النضالي وأنتم تعلمون ما هو شرف المناضل الوطني الذي لا يعرف حزبية ولا مناطقيه .. الشرف هو قيمة المناضل في الوجود هو قوته هو مبعث فخره وكبريائه ومرجع أنفته وإبائه هو التراث لأولاده وأحفاده ولشعبه…
أيها الأخوة الأعزاء ..
صار من واجبي بعد الذي علمتم وصار من حقكم علي أن أدلكم على شيء من أسباب الخلاف بيننا كحراك جنوبي سلمي ومقاوم وبين ثقافة الماضي التي يمارسها اليوم بعض الفاسدين لاحراق الرئيس هادي والشعب الجنوبي ، وإني ليحزنني أن أتكلم في هذا الموضوع وكان الأولى لنا أن نتوجه جميعاً لخدمة بلادنا بعد ان اصبح الجنوب قاب قوسين او ادنى منا ، لو لا طفح الكيل وصار النضال الوطني محتاج إلى قول الحقيقة حتى لا يتوسع الفاسدون ويصبحون عقبة في طريق التعايش والاستقرار بين ابناء الجنوب.
إني ليحزنني ان اصارحكم بأننا إذا كنا قد كسبنا قليلاً من حقوقنا الوطنية فأننا قد فقدنا كثيراً من اخلاقنا بعد أن صار كرام المناضلين هدفاً ، وبعد ان صارت بعض المناصب أداة لأفساد اللحمة الوطنية ووسيلة لأقصاء ذوي الرأي عن خدمة وطنه الذي ضحى من أجله .. فقد صارت المناصب عند البعض مهنة للكسب والإثراء ومعاول للهدم والتخريب.
أيها الاخوة الاعزاء ..
إني أصارحكم بأني ما كنت يوماً كبير الأمل فيما يدعون اليه البعض من وفاق وتعايش وشراكة وطنية واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب ، لأني عالم بأن سبب ذلك مبعثه النفس والتكوين السياسي.
تعلمون اننا كنا مع شرعية الرئيس هادي قبل ان تأتي التعيينات الاخيرة ، ووقفنا وقفه تشرف الحراك الجنوبي السلمي ، عملنا ذلك انطلاقاً من ثقافة نضالنا الوطني الجنوبي وإرضاءً لضمائرنا وخدمة لوطننا الجنوبي .. عملنا ذلك لأننا كنا ندافع عن فكرة وطنية لا عن شخص او منصب او جاه او مال.
فظهر مع الأسف من “ينظم هزيمته” في وسطنا حتى لا تقع عليه مسئولية الفشل ، في الوقت الذي فيه نحن “ننظم انتصاراتنا” مع الرئيس هادي كي نستلم الجنوب وهو مستقر ومعافى وايدينا جميعاً متشابكة.
لا اخفي عليكم أيها الأخوة الأعزاء أني بعد أن وقفت على نية هؤلاء الفاسدين حزنت … حزنت لأني كنت أرجو أن تضحيات الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية تخجل اي شخص من يقدم على هذه الخطوة القذرة .. ولكن كل إناءً بما فيه ينضح … وكنت اعتقد ان تلك التضحيات ايضاً تذكر فخامة الاخ الرئيس بالمسئولية العظمى الملقاة على عاتقة.
أن هذه التعيينات ان استمرت بهذه الصورة ستؤدي إلى حالة خطيرة في الجنوب. وأنها ستكون سبباً في تثبيت أقدام الاحتلال اليمني.
ايها الأخوة الأعزاء …
ختاماً …
الآن وقد وقفتم على شيء يسير من ما رأيناه ، فهل كنتم ترون ان نسير ونوافق على التعيين وأن نفقد كل شعور بالمسئولية ؟!!.
أن لبلادنا علينا حقاً يجب أن نصونه وأن للحراك الجنوبي كرامة يجب أن نعتز بها ومن يريد منا تصفيقاً فليسمعه من بين جوانح الشرفاء ومن ضمائرهم ، فذلك عندنا هو الحياة وهو المجد وراس المال.